kahraba academy
مرحبا بكم فى kahraba academy

مع تحياتى / محمد عبد العزيز الشاعر
kahraba academy
مرحبا بكم فى kahraba academy

مع تحياتى / محمد عبد العزيز الشاعر
kahraba academy
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

kahraba academy

Educational site
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 على الرضا 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
elshaer4you
Admin
avatar


عدد المساهمات : 210
تاريخ التسجيل : 05/06/2010
العمر : 48

على الرضا  2 Empty
مُساهمةموضوع: على الرضا 2   على الرضا  2 Icon_minitimeالأربعاء 16 يونيو 2010, 05:14

ثورات الطالبيّين

تصدّى الطالبيّون ـ وعلى الأخصّ من انحدر من نسل الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام ـ لحكّام بني العبّاس، ونهضوا لمقارعة ظلمهم، وكان لهم اليد الطولى في إثارة أطراف البلاد الإسلاميّة ضد حكومة بني العبّاس.

وكان من جملتهم: محمّد بن عبد الله بن الحسن المثنّى المعروف بـ « النفس الزكيّة » الذي بايعه المنصور العبّاسي مرّتين: إحداهما بالأبواء على طريق مكّة، والأخرى بالمدينة، ثمّ بايعه مرّة ثالثة في المسجد الحرام بمكّة،[49] ثمّ حرص أشدّ الحرص على الظفر به وقتله، وكان محمّد النفس الزكيّة قد ثار في المدينة.

أمّا أخوه إبراهيم شهيد باخَمْرى، فقد ثار في البصرة.

ومن الطالبيين الذي ثاروا في وجه العبّاسيين: الحسين بن علي المشهور بـ « صاحب فَخّ » الذي ثار في الحجاز في عصر الهادي العبّاسي، ومنهم: يحيى بن عبد الله المحض المعروف بـ « صاحب الدَّيلم » الذي ثار في طبرستان زمن هارون الرشيد. ومع أنّ هذه الثورات قد قُمعت بوحشيّة، وقُتل القائمون بها شرّ قتلة، إلاّ أنّ ذلك كلّه كان يؤجّج في قلوب الطالبيين السخط على النظام العبّاسي الحاكم.

ثورات العلويّين

أمّا العلويّون فقد انقسموا ـ في التعامل مع نظام الحكم العبّاسي ـ إلى طائفتين:

أولاهما الأئمّة الأطهار والمقرّبون إليهم، وقد ارتأوا ـ لظروف المرحلة التي عاصروها ـ أن ينصرفوا إلى تعريف الناس على حقائق الدين ونشر شعائره وعلومه، ولم يسلكوا مسلك الثورة المسلّحة في وجه العبّاسيين، وحذّروا أتباعهم وأقرباءهم من التصدّي لعمل عسكري لم تنضج ظروفه.

يحدّثنا التاريخ ـ كشاهدٍ على هذه المقولة ـ أنّ الإمام الصادق عليه السّلام حذّر عبد الله بن الحسن المحض من التصدّي للخلافة والدعوة إليها، فلم يقبل عبد الله كلامه.[50] كما يحدّثنا أنّ الإمام الصادق عليه السّلام رفض الاستجابة لكتاب أبي مسلم الخراساني لمّا كتب إليه يُبايعه، وقال لحامل الكتاب: ليس لكتابِك جواب، أُخرج عنّا.[51]

ويحدّثنا ثالثة أنّ الإمام الصادق عليه السّلام رفض طلب أبي سَلَمة الخلاّل بالقدوم عليه ليُبايعه، ثمّ أحرق الكتاب وطرد الرسول الذي جاء به.[52]

أمّا الطائفة الثانية من العلويين، فقد أشبهوا الطالبيين من نسل الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام في الثورة والعمل العسكري على السلطة القائمة.

وقد تصاعدت ثورات العلويين في عصر المأمون العبّاسي، وتزايد سخطهم على نظام الحكم، فكانوا يترصّدون الفرص للثورة والتمرّد على نظام الحكم، فثار منهم محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بـ « ابن طباطبا » في الكوفة، ودعا الناس للالتحاق بالعلويّين وأوكل قيادة جيشه إلى السري بن منصور المعروف بـ « أبي السرايا » فحقّق بعض الانتصارات، ثمّ توفّي ابن طباطبا فجأة، فخلفه في الثورة محمّد بن محمّد بن زيد بن علي بن الحسين، وأعانه أبو السرايا في ثورته. واستطاع أبو السرايا أن يستقطب إليه أهل العراق، وضَربَ النقود باسمه ثمّ إنّه أرسل العبّاس بن محمّد بن عيسى بن جعفر إلى البصرة، وأرسل الحسين بن الحسن الأفطس إلى مكّة، كما أرسل إبراهيم بن موسى بن جعفر ـ وهو أخو الإمام الرضا عليه السّلام ـ إلى اليمن، وأرسل أخاه الآخر: زيد بن موسى بن جعفر إلى الأهواز، ومحمد بن سليمان بن داود إلى المدائن، وإسماعيل بن موسى بن جعفر ـ الأخ الآخر للإمام الرضا عليه السّلام ـ إلى فارس.

وقد بذل المأمون جهوداً كبيرة لقمع هذه الثورة، فتمكّن بعد مشقة من قتل أبي السرايا.[53]

وقد أدّت هذه الثورات العنيفة إلى إحداث قناعة كبيرة لدى المأمون في أنّ الحلّ الأمثل لتهدئة ثورات العلويين والسيطرة على تحرّكاتهم هو أن يستقدم الإمام الرضا عليه السّلام من المدينة إلى مرو، فيعهد إليه بولاية العهد في حكومته.

الأوضاع السياسية في عصر المأمون

الأوضاع في خراسان

يحدّثنا التاريخ أنّ ثورة نشبت في خراسان في عصر المأمون العبّاسي بقيادة رجل يدعى الحسن الهرش، وأنّه دعا الناس إلى (الرضا من آل محمّد)، فالتحق به جمع كثير وذلك في سنة 198 هـ،[54] فأفزع ذلك المأمون وخشي منه، إذ أنّ تلك الثورة هددّت مدينة « مرو » مركز حكومة المأمون آنذاك، إلا أنّ الفضل بن سهل وزير المأمون استطاع بدهائه أن يتغلّب على جيش الحسين بن هرش ويَدحَره في سنة 199 هـ، فاعتُقِل الحسين هذا ثمّ قُتل.

الأوضاع في البصرة

لم تكن الأحوال في البصرة بأحسن منها في خراسان، فقد خرج فيها زيد بن موسى بن جعفر فأحرق دُورَ العبّاسيين في البصرة بالنار، فسُمّي « زيد النار »، ولم يستطع والي العبّاسيين في البصرة الحسن بن علي المأموني مقاومته كثيراً. ثمّ أنّ الحسن بن سهل وجّه إليه جيشاً بقيادة عليّ بن سعيد، فتمكّن عليّ بعد حرب شديدة من هزيمة جيش زيد، وأخذه إلى مرو أسيراً.[55]

الأوضاع في اليمن

وفي نفس هذه الفترة ثار إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد في اليمن، وكان بها إسحاق بن موسى بن عيسى عاملاً للمأمون، فلمّا بلغه اقتراب جيش إبراهيم من صنعاء، سار منها نحو مكّة خائفاً من مواجهة إبراهيم، فاستولى إبراهيم بجيشه على اليمن، ولم يجد هارون الرشيد بُدّاً من أن يُقرّ إبراهيم عليها لِما رأى من تأييد أهلها له.[56]

الأوضاع في مكّة

ذكرنا أنّ محمّد بن محمد بن زيد ومعه أبو السرايا أرسلا الحسين بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي ـ ويُقال له الأفطس ـ إلى مكّة والياً عليها، فلمّا بلغ الحسين بن الحسن منطقة « شَرَف »، خرج إليه قوم فأخبروه أنّ مكّة قد خلت من بني العبّاس، فدخلها حتّى طاف بالبيت، ثمّ بقي بمكّة إلى أن انقضت السنة. ثمّ إنّ الحسين نزع كسوة الكعبة وكساها كسوة أخرى أرسلها أبو السرايا من الكوفة، وكانت من القزّ. وتتبّع ودائع بني العبّاس وأتباعهم فأخذها، ثمّ إنّ نبأ مقتل أبي السرايا بلغه، فأتى هو وأصحابه إلى محمّد بن جعفر بن عليّ بن الحسين بن علي، وكان شيخاً محبّباً إلى الناس، وكان يروي العِلم عن أبيه الإمام جعفر عليه السّلام، فطلبوا منه أن يُبايعوه بالخلافة فلا يختلف عليه اثنان، فامتنع من ذلك، فلم يزالوا به حتّى أجابهم إلى طلبهم.

ثمّ أنّهم لم يلبثوا إلاّ يسيراً حتّى قدم إسحاق بن موسى العبّاسي من اليمن، فاجتمع الطالبيّون إلى محمد بن جعفر وأعلموه بالأمر، ثمّ صمّموا على أن يحفروا خندقاً، فقاتلهم إسحاق مدّة، ثمّ كره القتال فسار نحو العراق، فلقيه الجند الذين أنفذهم هَرْثمة إلى مكّة ومعهم الجَلودي، فقالوا لإسحاق: إرجع معنا ونحن نكفيك القتال فرجع معهم، فقاتلوا الطالبيين فهزموهم، فأرسل محمّد بن جعفر يطلب الأمان، فأمنوه، ودخل العبّاسيون مكة في جمادى الآخرة من سنة مائتين للهجرة.[57]

الأوضاع في الكوفة

خرج بالكوفة في سنة 199 هـ محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنّى يدعو إلى (الرضا من آل محمّد) والعمل بالكتاب والسنّة، وهو الذي يُقال له « ابن طباطبا ». وكان القيّم بأمره في الحرب وتدبيرها وقيادة جيوشه « أبو السرايا »، واسمه السري بن منصور.

وكان أهل العراق قد تحدّثوا بينهم أنّ الفضل بن سهل قد غلب على المأمون، وأن بن سهل غدا يقرّر الأمور على هواه ويستبدّ بالرأي دون المأمون، فغضب بنو هاشم ووجوه الناس في العراق، فكان أوّل من خرج بالكوفة ابن طباطبا، واستوسق له أهلُها بالطاعة، وأتاه من نواحي الكوفة الأعراب وغيرهم؛ وكان عامل الكوفة يومئذ من قِبل العبّاسيين ـ حين دخلها ابن طباطبا ـ سليمان بن أبي جعفر المنصور. وزاد من سخط أهل الكوفة ونقمتهم أن المأمون كان قد صرف طاهر بن الحسين (ذا اليمينَين) عمّا كان عليه من ولاية البلدان التي فتحها ـ ومنها الكوفة ـ وتوجيهه إلى ذلك الحسن بن سهل.[58]

روى أبو الفرج الاصفهاني في سبب خروج محمّد بن إبراهيم، أنّ نصر بن شبيب كان قد حاجّاً وكان متشيّعاً حسن المذهب، وكان ينزل الجزيرة، فلمّا ورد المدينة سأل عن بقايا أهل البيت ومَن له ذِكر منهم، فذُكر له: عليّ بن عبيد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، وعبدالله بن موسى بن عبد الله بن الحسن المثنّى.. ومحمّد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنّى فأمّا علي بن عبد الله فكان مشغولاً بالعبادة لا يصل إليه أحد ولا يأذن له، وأمّا عبد الله بن موسى فكان مطلوباً خائفاً أحد، وأمّا محمّد بن إبراهيم فإنّه كان يقارب الناس ويكلّمهم في هذا الشأن، فأتاه نصر بن شبيب فدخل إليه وذاكره مقتلَ أهل بيته وغصبَ الناس إيّاهم حقوقَهم، وقال: حتّى متى تُوطَئون بالخسف وتُهتَضم شيعتكم ويُنزى على حقِّكم ؟! وأكثَرَ من القول في هذا المعنى إلى أن أجابه محمّد بن إبراهيم، وواعده لقاءه بالجزيرة.[59]

وروى أبو الفرج أن ابن طباطبا خرج يوماً يمشي في بعض طرق الكوفة، إذ نظر إلى عجوز تَتْبَع أحمالَ الرُّطَب فتلقط ما يسقط منها فتجمعه في كساءٍ عليها رثّ، فسألها عمّا تصنع بذلك، فقالت: إنّي امرأة لا رَجُل لي يقوم بمؤونتي، ولي بناتٌ لا يَعُدْن على أنفسهنّ بشيء، فأنا أتتّبعُ هذا من الطريق وأتقوّته أنا ووُلدي. فبكى ابن طباطبا بكاءً شديداً وقال: أنتِ ـ واللهِ ـ وأشباهُكِ تُخرجوني غداً حتّى يُسفكَ دمي. وقرّ قراره على الثورة.[60]

وزاد في نقمة الناس ـ ومنهم بنو العبّاس أنفسهم ـ أنّ المأمون نقل مركز الخلافة الإسلاميّة إلى مرو في بلاد خراسان، وكانت أُمّ المأمون جارية فارسيّة، فنقم عليه أكابر بنو العباس في بغداد. يُضاف إلى ذلك: الحرب التي دارت بين ولدَي هارون: المأمون والأمين وانتهت بقتل الأمين في بغداد، وتسنمّ المأمون لمقام السلطة.

وقيل أنّ سبب خروج أبي السرايا أنّه كان من رجال هرثمة في فتنة الأمين والمأمون، فلمّا قُتل الأمين نقصه هرثمة من أرزاقه وأرزاق أصحابه فخرج في نفر من أصحابه، وسار إلى (عين التمر) فأخذ ما فيها من المال وفرّقه على أصحابه، ثمّ سار إلى الأنبار فقتل عامل بنيّ العبّاس وأخذ ما فيها، ثمّ سار عنها إلى الرقّة فالتقى بمحمّد بن إبراهيم « ابن طباطبا » فبايعه ثمّ إنّ الحسن بن سهل وجّه زهير بن المسيّب في عشرة آلاف فارس وراجل، فالتقى بجيش ابن طباطبا وأبي السرايا، فهزموه واستباحوا عسكره وأخذوا ما كان معه من مال وسلاح ودوابّ.[61]

خلاصة لمجمل الأوضاع السياسيّة

نصل في تقييم الثورات وحركات التمرّد التي واجهت الدولة العبّاسية، وخاصة في عصر المأمون العبّاسي، إلى أنّ العلويّين كانوا يمثّلون الخطر المهمّ الذي يهدّد أركان الدولة العبّاسية وقد أنهكتها الحرب المدمرّة التي دارت بين الأخوين المأمون والأمين، وأنّ عامّة الناس كانوا ينحازون إلى صفّ هذه الثورات ويؤيّدون القائمين بها، ويفضّلونهم على رجال الدولة من بني العبّاس، خاصّة وهم يَرَون فيهم الجدارة والعدل والزهد، ويرون ـ في الجانب المقابل ـ ظلم سلاطين بني العبّاس وولاتهم واستئثارهم بالأموال دون عامّة الناس، ويلحظون إجحافهم في حقّ العلويّين.

ونلاحظ أنّ هذه الثورات قد أخفقت في النهاية على الرغم من التأييد الذي اكتسبته من قبل فئات واسعة من الناس، ولعلّ السبب في ذلك يعود إلى عدم وجود الخبرة الكافية لدى قادة هذه الثورات، وانعدام التنسيق بينهم، علاوة على الاختلافات القبليّة والعِرقيّة الموجودة حينذاك.

الثورات داخل الدولة العبّاسية

(سنة 148 هـ)

الثورات داخل الدولة العبّاسية

1 ـ ثورة حسان بن مجالد الهمداني في الموصل (سنة 148 هـ)

خرج حسّان بن مجالد بن يحيى بن مالك الهمداني الخارجيّ سنة 148 هـ بنواحي الموصل (في شمال العراق)، بقرية تسمّى « بافخّارى »، فحاربه عسكر الموصل بقيادة الصقر بن نَجْدة والي الموصل، فانهزم عسكر الموصل، وأحرق الخوارجُ أصحابُ حسّان سوقَ الموصل ونهبوه.

ثمّ إنّ حسّاناً هذا سار إلى الرقّة ومنها إلى البحر ودخل إلى بلد السِّند، ثمّ عاد إلى الموصل فالتقى بجيش الصقر فهزمه من جديد. وكان حسّان قد أخذ رأي الخوارج عن خاله حفص بن أشْيم، وكان من علماء الخوارج وفقهائهم.

ولمّا بلغ المنصورَ العبّاسي خروجُ حسّان، قال: خارجيّ من هَمدان ؟! وإنّما أنكر المنصور ذلك لأنّ عامّة همدان (في اليمن) شيعة لعليّ عليه السّلام.

ثمّ إنّ المنصور عزم على إنفاذ الجيوش إلى الموصل والفتك بأهلها، فأحضر أبا حنيفة وابن أبي ليلى وابن شُبْرمة، وقال لهم: إنّ أهل الموصل شَرَطوا إليّ أنّهم لا يخرجون علَيّ، فإنْ فعلوا حلّت دماؤهم وأموالهم، وقد خرجوا. فسكت أبو حنيفة، وتكلّم الرجلان وصدّاه عمّا نوى، فكفّ عن أهل الموصل. ثمّ إن المنصور ولّى على الموصل خالد بن بَرمَك، فأحسن إلى أهلها وقهر المتمردين وكفَّهم.[62]

(سنة 150 هـ)

2 ـ ثورة أستاذسيس في هراة وباذغيس وسِجستان (سنة 150 هـ)

في سنة خمسين ومائة هجرية خرج أستاذسيس في أهل هَراة وباذَغيس وسِجسْتان وغيرها من عامّة خراسان. وكان ـ فيما قيل ـ في ثلاثمائة ألف مقاتل، فغلبوا على عامّة خراسان، وهزم أستاذسيس عدّة من القوّاد في معارك شديدة، منهم معاذ بن مسلم بن معاد وجبرائيل بن يحيى وحمّاد بن عمرو وغيرهم.

ثمّ إنّ المنصور وجّه إليه خازم بن خُزيمة وضمّ إليه القوّاد، فسار خازم إليه في جيش كثيف، فهزموهم بعد قتال شديد، وقتلوا منهم سبعين ألفاً، وأسروا أربعة عشر ألفاً، ونجا أستاذسيس إلى جبل في نفر يسير، فحاصرهم خازم، فنزل أستاذسيس على حكمهم، فأوثقوه وأهل بيته بالحديد وأرسله في القيود إلى بغداد، فقتله المنصور.[63]

(سنة 150 هـ)

3 ـ ثورة الحسن بن حرب الكندي في إفريقية (سنة 150 هـ)

الحسن بن حرب الكندي قائد في جيش إفريقية من القبائل اليمنيّة، ثار على أمير إفريقية: الأغلب بن سالم التميمي بعد خروجه إلى تلمسان (في بلاد المغرب) سنة 150 هـ لحرب الخوارج الصفريّة بقيادة زعيمهم أبي قرّة بن دوناس اليفرني.

استولى الحسن على القيروان، ثمّ كتب الأغلب إليه كتاباً يذكّره بفضل الطاعة وعاقبة المعصية، فردّ عليه الحسن بكتاب أغضَبَه، فتوجّه الأغلب إلى قابس وحشد جيشاً كبيراً، ثمّ عاد إلى القيروان فقاتل الحسن قتالاً شديداً.. وفي المعركة أصاب الأغلب سهم طائش فقتله، لكنّ رجال الأغلبَ ثبتوا وهزموا الحسن، فلجأ إلى قبيلة « كتامة »، ثمّ عاد إلى تونس بعد شهرين فقتله بعض الجند هناك وصلبوه.[64]

وقد خاف المنصور على إفريقية لمّا بلغه قتل الأغلب بن سالم، فوجّه إليها عمر بن حفص من ولد قُبيصة بن أبي صُفرة أخي المُهلَّب والياً، فقدم عمر القيروان سنة 151 هـ في خمسمائة فارس، فاجتمع إليه وجوه البلد، فوصلهم وأحسن إليهم.[65]

(سنة 151 هـ)

4 ـ ثورة البربر في إفريقية (سنة 151 هـ)

خلت أفريقية من الجند لمّا سار واليها عمر بن حفص إلى الزاب، فثار البربر واجتمعوا بطرابلس وولّوا عليهم أبا حاتم الإباضيّ (واسمه يعقوب بن حبيب مولى كِندة)، فالتقى عامل عمر بن حفص على طرابلس: الجُنيد بن بشّار الأسدي مع أبي حاتم الإباضيّ فهزمهم أبو حاتم، وانتفضت إفريقية من كلّ ناحية، ومضوا إلى طبنة (وعمر بن حفص مقيم فيها) فحاصروها في اثني عشر قائداً، منهم أبو قرّة الصُّفْري في أربعين ألفاً، وعبدالرحمن بن رُستم في 15000 مقاتل، وأبو حاتم في عسكر كثير، فعمد عمر بن حفص إلى الحيلة في قتالهم، حتّى تمكّن من المسير إلى القيروان، فلم يتمكّن من دخولها، فنزل الهريش.

وحاصر أبو حاتم الإباضي القيروان وكثر جمعه، فحاصرها ثمانية أشهر حتّى أجهَدَ أهلها الجوع، ولحق كثير من أهلها بالبربر، ثمّ أتاهم الخبر بوصول عمر بن حفص إلى الهريش، فزحفوا إليه بأجمعهم، فسار عمر إلى تونس، فتبعه البربر، فعاد إلى القيروان مُجدّاً ومعه ما يحتاج من طعام ودوابّ وحطب ومؤونة، فحاصروه طويلاً حتّى خرج إليهم فقاتلهم فقتل سنة 154 هـ، ثمّ صالح أبو حاتم حميد بن صخر (وكان حميد قد قام بأمر الناس بعد عمر بن حفص)، ففُتحت له القيروان، وأحرق أبو حاتم أبوابها وثَلمَ سورها.

ثمّ أن المنصور العبّاسي أرسل يزيد بن حاتم ابن قبيصة في ستّين ألف فارسي، وسيّره إلى إفريقية، فوصلها إليها سنة 154 هـ، فسار أبو حاتم الخارجي إلى جبال نفوسة، فسيّر إليه يزيد بن حاتم جيشاً، فلقيه أبو حاتم فهزمهم، ثمّ عبّأ يزيد أصحابه وسار إلى أبي حاتم فاقتتلوا أشدّ قتال، فانهزمت البربر وقُتل أبو حاتم وأصحابه، وكان عدد من قُتل في المعركة ثلاثين ألفاً.[66]

(سنة 152 هـ)

5 ـ ثورة هاشم بن الاشتاخنج في إفريقية (سنة 152 هـ)

ثار في إفريقية سنة 152 هـ طائفة من أهلها ومن جند خراسان بقيادة هاشم بن الاشتاخنج، وأخرجوا محمّد بن الأشعث والي إفريقية من قِبل المنصور العبّاسي، ونصبوا عليهم رجلاً يدعى عيسى بن موسى الخراساني.

ثمّ إنّ هاشم بن الاشتاخنج أُسِر بعد معركة مع جيش المنصور، فحمُل إليه هو وابن خالد المرورّوذيّ، فقتله المنصور بالقادسية، وهو متوجّه إلى مكّة.[67]

(سنة 155 هـ)

6 ـ ثورة الخوارج الصُّفريّة في سِجِلْماسة (سنة 155 هـ)

وفي سنة 155 هـ أنكرت الخوارج الصُّفريّة المجتمعة بمدينة سِجِلْماسة على أميرهم عيسى بن جرير أشياء، فشدّوا وثاقه وجعلوه على رأس الجبل، فلم يَزَل كذلك حتّى مات، وقدّموا على أنفسهم أبا القاسم سمكو بن واسول المِكناسي جدّ مِدرار،[68] وامتنعوا عن دفع الخراج، فأمدّ أبو جعفر المنصور الحسن بن قحطبة أمير أرمينية بجيش يضمّ كبار القادة، فسار إليهم والتقى بهم في معركة حامية قرب جبل أرارات، فقتل قائدَهم وقمع ثورتهم، ودخل بجيشه مدينة تفليس.[69]

(سنة 156 هـ)

7 ـ ثورة عبد الرحمن بن حبيب في إفريقية (سنة 156 هـ)

هرب عبد الرحمن بن حبيب ـ وكان أبوه أمير إفريقية ـ مع الخوارج، واتّصل بقبيلة كتامة، فسيّر يزيد بن حاتم أميرُ إفريقية العسكرَ في أثره وقاتلوا كِتامة، فلمّا كانت سنة 156 هـ سيّر يزيد عسكراً آخر مَدَداً للذين يقاتلون عبد الرحمن، فاشتدّ الحصار على عبد الرحمن فمضى هارباً وفارق مكانه، فعادت العساكر عنه.[70]

(سنة 156 هـ)

8 ـ ثورة أبي يحيى بن فانوس الهَوّاري في طرابُلُس (سنة 156 هـ)

ثار أبو يحيى بن فانوس الهوّاري بناحية طرابُلُس سنة 156 هـ، فاجتمع عليه كثير من البربر، وكان بطرابلس عسكر ليزيد بن حاتم مع عامل البلد، فخرج العامل والجيش معه، فالتقوا على شاطئ البحر من أرض هوّارة، فاقتتلوا قتالاً شديداً، فانهزم أبو يحيى بن فانوس وقُتل عامّة أصحابه.[71]

(سنة 157 هـ)

9 ـ ثورة أهل الموصل والجزيرة (سنة 157 هـ)

وورد على المنصور العبّاسي انتقاض الموصل والجزيرة وانتشار الأكراد بها، فاستشار ثلاثة في أمرها، فأشار عليه المسيّب بن زهير رئيس شرطته بإرسال خالد بن بَرْمَك، فأمر باحضاره وصفح له عن دَينه، وعقد له، وعقد لابنه على أذربيجان، فذهب خالد إلى الموصل وأحسن معاملة أهلها فهابوه من غير أن يشتدّ عليهم.[72]

(سنة 159 هـ)

10 ـ ثورة المُقنَّع بخراسان (سنة 159 هـ)

ظهر في خراسان سنة 159 هـ رجل يدعى بالمُقنَّع، وكان اتخّذ على وجهه قناعاً ذهبيّاً لئلاّ يُرى، فسمّي المقنّع، وادّعى الألوهيّة وقال بأن الله تعالى تحوّل في صورته هو، وقال بالتناسخ. وتابعه خلق كثير وتحصّنوا في قلعة بسنام وسنجردة، وأعانه المبيّضة وأغاروا على أموال المسلمين، وكان يُنكر قتل يحيى بن زيد، وادّعى أنّه يقتل قاتليه، فاجتمع إليه خلق كثير في كِشّ قريباً من بخارى، وغلبوا على بعض قصورها، وقتلوا حسّان بن تميم بن نصر بن سيّار، ومحمّد بن نصر وغيرهما.

ثمّ حاربهم جبرائيل بن يحيى وأخوه يزيد، فقاتلوهم أربعة أشهر في مدينة بُومِجَكت، فقتل منهم سبعمائة، ثمّ حاربهم أبو عون.[73]

ثمّ أرسل المنصور القائد سعيد الجرشي أمير هراة على رأس جيش لقتاله، وأمدّه بعدّة جيوش، فَحاصر المقنَّعَ ومعه أنصاره وأعوانه ـ وقد بلغ عددهم حوالي ثلاثين ألفاً ـ فَلمّا يئس المقنّع من فكّ الحصار عن الحصن، جمع نساءه فسقاهم شراباً مسموماً فماتوا، ثمّ انتحر.

وكان أصحاب المقنّع يسمّون أنفسهم المُبيِّضة لأنّهم اتّخذوا البياض شعاراً لهم ليخالفوا شعار العبّاسيين في لبس السواد.[74]

(سنة 160 هـ)

11 ـ ثورة يوسف البَرْم بخراسان (سنة 160 هـ)

خرج يوسف بن إبراهيم البَرْم بخراسان سنة 160 هـ ثائراً ـ هو ومَن تبعه ممّن كان على رأيه ـ على المهديّ العبّاسي. واجتمع معه خلق كثير، فتوجّه إليه يزيد بن مَزيد الشيباني، فاقتتلا فأسره يزيد بن مزيد وبعث به إلى المهديّ وبعث معه وجوه أصحابه، فلمّا بلغوا النهروان حُمل يوسف على بعيره، قد حُوّل وجهه إلى ذنَبه، وأصحابه مثله، فأدخلوهم الرُّصافة على تلك الحال، وقُطعت يدا يوسف ورجلاه، وقُتل هو وأصحابه، وصُلبوا على الجسر.

وقيل انّ يوسف البرم كان حَروريّاً (أي من الخوارج) وكان قد تغلّب على بُوشَنج ـ وعليها مصعب بن زُرَيق جدّ طاهر بن الحسين ـ فهرب منه، وتغلّب أيضاً على مَرْو الرُّود والطالقان والجُوزجان، وكان من جمله أصحابه أبو مُعاذ الفريابي، فقُبض عليه معه.[75]

(سنة 160 هـ)

12 ـ ثورة عبد السلام اليَشكُري الخارجيّ بقِنِّسْرين (سنة 160 هـ)

خرج عبد السلام اليشكري بالجزيرة سنة 160 هـ، واشتدّت شوكته، فاشتبك بعدد من قوّاد المهدي العباسي، منهم عيسى بن موسى القائد، فقتله في عدّة ممّن معه، فوجّه إليه المهدي العبّاسي الجنود، فهزمهم ونكبَهم. ثمّ إنّ المهدي أرسل إليه شبيب بن واج المرورُّوذيّ في ألف فارس، فسار شبيب في طلب عبد السلام، فهرب عبد السلام حتّى أتى قِنّسرين، فلحقه بها وقتله.[76]

(سنة 162 هـ)

13 ـ ثورة المحمَّرة بجُرجان (سنة 162 هـ)

في سنة 162 هـ ظهرت المحمَّرة بجُرجان، يقودهم رجل من الفُرس اسمه عبدالقهّار، فغَلَب على جُرجان وقتل كثيرين، فغزاه عمر بن العلاء من طَبرستان، فقتله عمر وأصحابَه.[77] واصطلحوا على تسمية هؤلاء بالمحمَّرة لارتدائهم الملابس الحمراء. وبقي عمر بن العلاء والياً على جرجان سنةً ريثما أقرّ النظام فيها، وتتبّع جذور الثورة فاجتثّها، ثمّ عاد إلى طبرستان.[78]

(سنة 164 هـ)

14 ـ ثورة الأمراء المحليّين في طَبرستان (سنة 164 هـ)

ثار الأمراء المحلّيّون في طبرستان سنة 164 هـ ثورة عارمة؛ بسبب سياسة الشدّة في جباية الضرائب من قِبل والي الدولة العبّاسيّة.[79]

(سنة 165 هـ)

15 ـ ثورة دِحية بن مُصَعب الأموي في مصر (سنة 165 هـ)

ثار أميّة ـ سنة 165 هـ، في صعيد مصر زمن خلافة المهدي العبّاسي، ودعا إلى نفسه بالخلافة، فتراخى عنه أمير مصر: إبراهيم بن صالح العبّاسي، فسخط المهدي عليه وعزله وولّى مكانه موسى بن مصعب الخثعمي.[80]

وقد اخذ موسى الناس بالجور والبطش، فثار عليه أهل (الحُوف) من العرب، فلمّا خرج إليهم قتلوه، فلم يتمكّن من قتال دحية. ثمّ ولّى المهدي من بعد موسى بن مصعب عسّامة بن عمرو المعافري سنة 168 هـ، فعجز عسّامة عن قمع ثورة دِحية، فلمّا تولى الهادي الخلافة من بعد أبيه المهدي أرسل الفضلَ بن صالح بن علي العبّاسيّ والياً على مصر، فاشتدّ في طلب دحية وقاتَلَه، فانهزم دحية، ثمّ قُبض عليه فضُربت عنقه وأُرسل رأسه إلى المهديّ.[81]

(سنة 167 هـ)

16 ـ تمرّد أعراب البادية في البصرة واليمامة والبحرين (سنة 167 هـ)

تمرّد العرب في بادية البصرة بين اليمامة والبحرين سنة 167 هـ، فقطعوا الطريق. وأرسل المهدي العبّاسي إليهم جيشاً قاتلهم قتالاً شديداً، فثبت له العرب وقتلوا عامّة العسكر المُنفَذ إليهم، ممّا أدى إلى قوة شوكتهم.[82]

(سنة 168 هـ)

17 ـ ثورة ياسين التميمي الخارجي في الموصل (سنة 168 هـ)

خرج بأرض الموصل في سنة 168 هـ خارجيّ اسمه ياسين من بني تميم، فتصدّى له عسكر الموصل فهزمهم، وغلب على أكثر ديار ربيعة والجزيرة، عندئذ وجّه إليه المهدي العبّاسيّ محمّد بن فرّوخ القائد وهرثمة بن أعين فحارباه، فقُتل وعدّة من أصحابه، وانهزم الباقون.[83]

(سنة 169 هـ)

18 ـ ثورة الحسين بن علي بن الحسن المثلّث (شهيد فخّ) في مكّة (سنة 169هـ)

وفي حكم الهادي ثار الحسين بن علي بن الحسن المثلّث بن الحسن المثنّى بن الإمام الحسن السبط عليه السّلام في مكّة ومعه عَمّاه إدريس ويحيى. وكان والي المدينة من قبل الهادي العباسي قد أخذ جماعة فيهم الحسن بن محمّد بن عبد الله بن الحسن فأمر بهم فضُربوا جميعاً، وجُعل في أعناقهم حبال، وطِيفَ بهم في المدينة، فتشفّع فيهم الحسين بن عليّ إلى الوالي وقال له: قد ضربتَهم ولم يكن لك أن تضربهم.. فِلمَ تطوفُ بهم ؟! فأمر بهم فرُدّوا وحَبَسهم.

ثمّ إنّ الحسين بن علي شهيد فخّ ويحيى بن عبد الله بن الحسن كفلا الحسن بن محمّد فأُخرج من الحبس، فأحضر الوالي الحسين ويحيى وسألهما عنه وأغلظ لهما القول، وكانوا قد تواعدا على أن يثورا بمنى ومكّة في الموسم، فكان ذلك باعثاً لهما على الخروج.

بايع الناس الحسين بن عليّ في المسجد على كتاب الله وسنّة نبيّه للمرتضى من آل محمّد، فكان بينهما وبين أصحاب الوالي من العبّاسيين قتال.

ثمّ إن الحسين وأصحابه أقاموا بالمدينة أحد عشر يوماً يتجهزون، ثمّ خرجوا إلى مكّة، فأتاه العبيد والتحقوا به. فأرسل إليه الهادي العبّاسي محمّد بن سليمان، فاقتتلوا يوم التروية فانهزم أصحاب الحسين. وانصرف محمّد بن سليمان إلى مكّة، فلحقه رجل فأخبره أن الحسين قُتل وقُطع رأسه وأُرسل إلى الهادي، وأُتي الهادي بستّة أسرى فقتل بعضهم وصلبهم واستبقى بعضهم.

وكان الحسين شجاعاً كريماً، وكان الهادي قد أعطاه أربعين ألف دينار ففرّقها في الناس ببغداد والكوفة، وخرج من الكوفة لا يملك ما يلبسه الاّ فرواً ليس تحته قميص، وكان في طريقه إلى المدينة إذا نزل استقرض من مواليه ما يقوم بمؤونتهم في يومهم.[84]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elshaer4you.yoo7.com
 
على الرضا 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» على الرضا 1
» على الرضا 3

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
kahraba academy :: معلومات اسلاميه :: اهل بيت النبى :: على الرضا-
انتقل الى: